الثلاثاء، 13 يناير 2015

بطلان أثر الغامدية سنداً ومتناً

رسالة : بطلان الرجم شرعاً وعقلاً

فصل : بطلان أثر الغامدية سنداً ومتناً

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :  

لقد كتبت هذا الفصل بتاريخ ‏13 / 11 / 2014‏ م , على صفحتي على الفيسبوك , على الرابط التالي :

المبحث الأول : بطلان أثر الغامدية سنداً

علل السند :

لقد جمعت روايات أثر الغامدية ولم يصح له أي سند , وأكتفي بالروايتين التاليتين والتي ستغنيان عن بقية الروايات من حيث السند :

الرواية الأولى : صحيح مسلم : (3213)- [1698] وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ وَهُوَ ابْنُ جَامِعٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَهِّرْنِي، فَقَالَ: وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَهِّرْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَهِّرْنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟، فَقَالَ: مِنَ الزِّنَا، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَبِهِ جُنُونٌ؟، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَالَ: أَشَرِبَ خَمْرًا، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَزَنَيْتَ؟، فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ قَائِلٌ، يَقُولُ: لَقَدْ هَلَكَ لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ، قَالَ: فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: فَقَالُوا: غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنَ الْأَزْدِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي، فَقَالَ: وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكِ؟، قَالَتْ: إِنَّهَا حُبْلَى مِنَ الزّنَا، فَقَالَ: آنْتِ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهَا: حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ، قَالَ: فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ، قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتِ الْغَامِدِيَّةُ، فَقَالَ: إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: فَرَجَمَهَا " .

علل السند :

1 ـ مسلم , وهو مدلس  .

2 ـ الانقطاع , فسليمان بن بريدة لم يسمع من أبيه  .
قال إبراهيم الحربى : ( عبد الله أتم من سليمان ، ولم يسمعا من أبيهما ) .
البخارى في سليمان بن بريدة : ( لم يذكر سماعا عن أبيه ) .

3 ـ بريدة بن الحصيب الأسلمي (عامر بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن ) , وهو ليس من الصحابة , فلقد توفي سنة 63 من الهجرة , مما يدل على أن النبي كان يكبره بكثير , وإن الرجل الكبير لا يصاحب أطفالاً .

4 ـ التفرد , فلقد تفرد به بريدة بن الحصيب الأسلمي , وتفرد عنه ولداه .

5 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع , وأنا أشترط ثبوت تلقي الأثر أو صحة التصريح بالسماع , لأن الرواة يدلسون ويرسلون .

الرواية الثانية : صحيح مسلم : (3214)- [1699] وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ.ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَتَقَارَبَا فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَزَنَيْتُ وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَرَدَّهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، فَرَدَّهُ الثَّانِيَةَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: أَتَعْلَمُونَ بِعَقْلِهِ بَأْسًا تُنْكِرُونَ مِنْهُ شَيْئًا؟، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ إِلَّا وَفِيَّ الْعَقْلِ مِنْ صَالِحِينَا، فِيمَا نُرَى، فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَيْضًا، فَسَأَلَ عَنْهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ وَلَا بِعَقْلِهِ، فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَةَ حَفَرَ لَهُ حُفْرَةً، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، قَالَ: فَجَاءَتِ الْغَامِدِيَّةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي وَإِنَّهُ رَدَّهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَرُدُّنِي لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا فَوَاللَّهِ إِنِّي لَحُبْلَى، قَالَ: إِمَّا لَا فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي، فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ، قَالَتْ: هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ، قَالَ: اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ، فَلَمَّا فَطَمَتْهُ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ، فَقَالَتْ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ فَطَمْتُهُ وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا وَأَمَرَ النَّاسَ، فَرَجَمُوهَا، فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ خَالِدٍ فَسَبَّهَا، فَسَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ: مَهْلًا يَا خَالِدُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ "، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ .
 
علل السندين :

1 ـ مسلم وهو مدلس .

2 ـ بشير بن المهاجر الغنوي ( بشير بن مهاجر ) , وهو ضعيف .
قال أحمد بن حنبل : ( منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب ) , وقال أيضاً : ( كوفي مرجئ متهم يتكلم ) , وقال زكريا بن يحيى الساجي : ( منكر الحديث ، عنده مناكير ) , وذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الله بن بكير البغدادي : ( ليس بالقوي ) , وقال البخاري : ( يخالف في بعض حديثه ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق لين الحديث رمي بالإرجاء ) , وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني : ( روى ما لا يتابع عليه وهو ممن يكتب حديثه وإن كان فيه بعض الضعف ) , وقال أبو حاتم الرازي : ( يكتب حديثه ولا يحتج به ) , وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ( يخطئ كثيراً ولم أره دلس عن أنس ) وقال النسائي : ( ليس بالقوي ) ، وقال أيضاً : ( ليس به بأس ) .

3 ـ الانقطاع , فعبد الله بن بريدة لم يسمع من أبيه .

4 ـ عبد الله بن بريدة , وهو يرسل , ولم يسمع من أبيه , وقد روى عنه أحاديث منكرة , ولقد ضعفه البعض .
قال أبو القاسم البغوى : حدثنى محمد بن على الجوزجانى ، قال : قلت لأبى عبد الله ـ يعنى : أحمد بن حنبل ـ : سمع عبد الله من أبيه شيئا ؟ قال : ما أدرى ، عامة ما يُروى عن بريدة عنه . وضعف حديثه .

5 ـ بريدة بن الحصيب الأسلمي (عامر بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن ) , وهو ليس من الصحابة , فلقد توفي سنة 63 من الهجرة , مما يدل على أن النبي كان يكبره بكثير , وإن الرجل الكبير لا يصاحب أطفالاً .

4 ـ التفرد , فلقد تفرد به بريدة بن الحصيب الأسلمي , وتفرد عنه ولداه .

5 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع , وأنا أشترط ثبوت تلقي الأثر أو صحة التصريح بالسماع , لأن الرواة يدلسون ويرسلون .

والخلاصة :

إن أسانيد هذا الأثر باطلة , ومن عللها :

1 ـ مسلم , وهو مدلس  .

2 ـ بشير بن المهاجر , وهو ضعيف .

3 ـ الانقطاع , حيث أن سليمان وعبد الله ابنا بريدة لم يسمعا من أبيهما .

4 ـ عبد الله بن بريدة , وهو يرسل , لم يسمع من أبيه وقد حدث عنه أحاديث منكرة , ولقد ضعفه البعض .

5 ـ بريدة بن الحصيب الأسلمي , وهو ليس بصحابي .

6 ـ التفرد , فلقد تفرد به بريدة بن الحصيب الأسلمي , وتفرد عنه ولداه .

7 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع , وأنا أشترط ثبوت تلقي الأثر أو صحة التصريح بالسماع , لأن الرواة يدلسون ويرسلون .

إلى غير ذلك من العلل , مثل :  محمد بن أبان القرشي , عبد الوهاب بن رواحة القرشي , مجالد بن سعيد الهمداني , أحمد بن عبد الله الفازي , محمد بن الحسين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الثاني : بطلان أثر الغامدية متناً

علل المتن :

أولاً : الاضطراب :

الاختلاف والتعارض في رضاع الولد , هل دُفِعَ إلى الأنصاري أم أرضعته أمه ؟

ففي رواية : فَقَالَ لَهَا: حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ، قَالَ: فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ، قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتِ الْغَامِدِيَّةُ، فَقَالَ: إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: فَرَجَمَهَا " . ( صحيح مسلم ) .

وفي رواية : قَالَ: إِمَّا لَا فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي، فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ، قَالَتْ: هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ، قَالَ: اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ، فَلَمَّا فَطَمَتْهُ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ، فَقَالَتْ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ فَطَمْتُهُ وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا وَأَمَرَ النَّاسَ، فَرَجَمُوهَا . ( صحيح مسلم ) .


ثانياً : النكارة :

هذا المتن منكر لمخالفته القرآن والفطرة والعقل والحكمة , وألخص نكارة المتن في النقاط التالية :

1 ـ نكارة التخبط والتردد في أثر الغامدية :

إن التخبط والتردد الذي في أثر الغامدية يدل على أنه ليس وحياً من عند الله :

ففي رواية عند مسلم : ( فَقَالَ لَهَا: حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ، قَالَ: فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ، قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتِ الْغَامِدِيَّةُ، فَقَالَ: إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ ) , وفي رواية أخرى لمسلم ( قَالَ: إِمَّا لَا فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي، فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ، قَالَتْ: هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ، قَالَ: اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ، فَلَمَّا فَطَمَتْهُ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ، فَقَالَتْ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ فَطَمْتُهُ وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) .

ولو كان وحياً من عليم حكيم لأمرها حين اعترفت بأن تذهب حتى تضع ثم تفطم .

2 ـ كفالة رجل من الأنصار للغامدية يخالف كتاب الله .

قال الله : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " [النساء : 15]

قال الله : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا " [الطلاق : 1]

فيشرع للزوج أن يخرج زوجته التي أتت فاحشة من البيت , ويجب على أهلها أن يمسكوها في البيت , وليس على رجل آخر أن يكفلها أو يمسكها في بيته .

وهل يجوز أن تمكث عند أجنبي عنها ؟

3 ـ أثر الغامدية مخالف لأثر الجهنية :

والسؤال : هل تنتظرون المرأة حتى تفطم وليدها كما في رواية لأثر الغامدية أم ترجمونها بعد الوضع مباشرة كما في أثر الجهنية ؟

ألا يدل هذا التناقض بين نصوص الرجم إلى بطلانها ؟

4 ـ أثر الغامدية مخالف لأثر ماعز في مسألة الحفر .

ففي أثر الغامدية تزعم الرواية أنه تم الحفر لها , بينما نجد في بعض روايات ماعز يزعمون أنه ربط في شجرة , وتزعم روايات أخرى أنه وقف .

5 ـ أثر الغامدية مخالف لأثر ماعز في مسألة تكرار الاعتراف .

ففي روايات لأثر أنكتها يزعمون تكرار الاعتراف , بينما أثر الغامدية لا يوجد به تكرار الاعتراف .

إلى آخر تلك الأمور المنكرة في الرجم , انظر فصل "تنزيه النبي عن الكلام المنكر القبيح وبطلان أثر أنكتها" .

والسؤال :

ألا يدل هذا الاختلاف بين نصوص الرجم على أنها ليست من عند الله وأنها من وساوس شياطين الإنس والجن ؟


قال الله : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق