الخميس، 23 يوليو 2015

بطلان دعوى النسخ

رسالة : بطلان الرجم شرعاً وعقلاً

فصل : بطلان دعوى النسخ

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

لقد كتبت هذا الفصل على مدونتي بطلان الرجم شرعاً وعقلاً بتاريخ :  23 / 7 / 2015 م , على الرابط التالي :

http://mohammedelmadany15.blogspot.com.eg/2015/07/blog-post_81.html

 

قال تعالى : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16) " ( النساء ) .

تزعم بعض الفرق الضالة أن الآية رقم 15 السابقة منسوخة بالأثر الباطل التالي .

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ " . ( رواه مسلم المدلس وغيره ) .

وهذا الأثر فيه اجتماع حدين على الزاني , وهو قَوْلُ دَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ , وَابْنِ الْمُنْذِرِ , وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ . وَاسْتَدَلُّوا بهذا الأثر وَبِمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ عَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ حِينَ رَجَمَ الْمَرْأَةَ ضَرَبَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقَالَ جَلَدْتهَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَرَجَمْتهَا بِسَنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفِي أَثَرِ عَلِيٍّ هَذَا وَكَذَا فِي حَدِيثِ الْبَابِ وَغَيْرِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يُجْمَعُ لِلْمُحْصَنِ مِنْ الْجَلْدِ وَالرَّجْمِ ‏ .

تنبيه : أثر "خذوا عني" مكذوب , وكذلك أثر علي السابق , ولقد حققتهما في هذه الرسالة .

بينما ‏ذَهَبَ مَالِكٌ وَالْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهُ لَا يُجْلَدُ الْمُحْصَنُ بَلْ يُرْجَمُ فَقَطْ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَتَمَسَّكُوا بِحَدِيثِ سَمُرَةَ فِي أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْلِدْ مَاعِزًا بَلْ اقْتَصَرَ عَلَى رَجْمِهِ . قَالُوا وَهُوَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ أَحَادِيثِ الْجَلْدِ فَيَكُونُ نَاسِخًا لِحَدِيثِ عُبَادَةَ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ .

ـ  السنة للمروزي (307)- [380] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنبا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَشِبْلٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: " رَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْلِدْ ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ وَمَاعِزًا بَعْدَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : عَلَى الثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ؟، قِيلَ: إِذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : خُذُوا عَنِّي، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ، فَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَذَا كَانَ أَوَّلَ حَدِّ الزَّانِيَيْنِ وَإِذَا كَانَ أَوَّلا فَكُلُّ حَدٍّ جَاءَ بَالِغُهُ، فَالْعِلْمُ يُحيطُ أَنَّهُ بَعْدَهُ وَالَّذِي بَعْدَهُ يَنْسَخُ مَا قَبْلَهُ إِذَا كَانَ يُخَالِفُهُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْفُتْيَا مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الأَثَرِ، أَنَّ عَلَى الزَّانِي الْبِكْرِ الَّذِي لَمْ يُحْصَنْ جَلْدَ مِائَةٍ وَنَفْيَ سَنَةٍ، وَعَلَى الثَّيِّبِ الَّذِي قَدْ أُحْصِنَ الرَّجْمَ وَلا جَلْدَ عَلَيْهِ، فَمَنْ عَرَفَ مِنْهُمْ حَدِيثَ عُبَادَةَ وَثَبَتَهُ زَعَمَ أَنَّهُ جَلَدَ الزَّانِيَيْنِ الْبِكْرَيْنِ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَنَفَاهُمَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاحْتَجَّ فِي نَفْيِهِ إِيَّاهُمَا بِحَدِيثِ عُبَادَةَ وَغَيْرِهِ مِنَ الأَخْبَارِ الَّتِي رُوِيَتْ فِي النَّفْيِ، وَأَنَّهُ أَسْقَطَ الْجَلْدَ عَنِ الثَّيِّبَيْنِ، وَأَثْبَتَ عَلَيْهِمَا الرَّجْمَ بِالأَخْبَارِ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا الشَّافِعِيُّ، وَجَعَلَ الْجَلْدَ مَنْسُوخًا عَنِ الثَّيِّبَيْنِ بِالسُّنَّةِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَقَدْ أَثْبَتَ الشَّافِعيُّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ نَسْخَ الْكِتَابِ بِالسُّنَّةِ ؛ لأَنَّهُ أَثْبَتَ الْجَلْدَ مَعَ النَّفْيِ عَلَى الْبِكْرَيْنِ عِنْدَ نُزُولِ الآيَةِ فِي جَلْدِ الزَّانِيَيْنِ الْجَلْدُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالنَّفْيُ بِالسُّنَّةِ، وَكَذَلِكَ أَثْبَتَ الْجَلْدَ مَعَ الرَّجْمِ عَلَى الثَّيِّبَيْنِ عِنْدَ نُزُولِ الآيَةِ بِحَدِيثِ عُبَادَةَ: الْجَلْدُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالرَّجْمُ بِالسُّنَّةِ، وَزَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ أَوَّلُ حَدِّ الزَّانِيَيْنِ الثَّيِّبَيْنِ، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ رَفَعَ الْجَلْدَ عَنِ الثَّيِّبَيْنِ، وَأَثْبَتَ عَلَيْهَا الرَّجْمَ، فَأَقَرَّ بِأَنَّ الْجَلْدَ الَّذِي كَانَ وَاجِبًا عَلَى الثَّيِّبَيْنِ بِكِتَابِ اللَّهِ عِنْدَ نُزُولِ الآيَةِ، قَدْ رَفَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَصَارَ الْجَلْدُ عَنْهُمَا مَنْسُوخًا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَاضِحٌ غَيْرُ مُشْكِلٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفوَا حَدِيثَ عُبَادَةَ فَإِنَّهُمْ قَالُوا فِي الآيَةِ أَحَدَ قَوْلَيْنِ، كَمَا قَالُوا فِي قَوْلِهِ: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا "، مَنْ أَجَازَ مِنْهُمْ نَسْخَ الْكِتَابِ بِالسُّنَّةِ جَعَلَ بَعْضَ الآيَةِ مَنْسُوخًا بِالسُّنَّةِ، وَبَاقِيَهَا مُحْكَمٌ، وَجَعَلَهَا الْفَرِيقُ الآخَرُ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخَاصُّ، فَقَالُوا: أَرَادَ بِقَوْلِهِ: " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا "، الْبِكْرَيْنِ غَيْرَ الْمُحْصَنَتَيْنِ دُونَ الثَّيِّبَيْنِ الْمُحَصَنَيْنِ، هَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَقَدْ ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ عَصْرِنَا وَقُرْبِهِ إِلَى إِيجَابِ الْعَمَلِ بِحَدِيثِ عُبَادَةَ عَلَى وَجْهِهِ فَأَوْجَبُوا عَلَى الزَّانِيَيْنِ الْبِكْرَيْنِ جَلْدَ مِائَةً بِكِتَابِ اللَّهِ وَنَفْيَ سَنَةٍ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَوْجَبُوا عَلَى الزَّانِيَيْنِ الثَّيِّبَيْنِ الْجَلْدَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَالرَّجْمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا: عَمِلَ بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَفْتَى بِهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَقَالُوا: لَيْسَ فِي الأَخْبَارِ الَّتِي اسْتَدَلَّ بِهَا الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى إِسْقَاطِ الْجَلْدِ عَنِ الثَّيِّبَيْنِ دَلِيلُ نَصٍّ يُوجِبُ رَفْعَ الْجَلْدِ عَنْهُمَا ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمَا ذِكْرٌ لِلْجَلْدِ بِوَاحِدَةٍ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُمَا وَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ فِي الْحَدِيثِ، وَلَعَلَّهُمْ إِنَّمَا اختَصُروَا ذِكْرَهُ مِنَ الْحَدِيثِ ؛ لأَنَّهُمْ رَأَوَا الْجَلْدَ ثَابِتًا عَلَى الزَّانِيَيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاسْتَغْنَوْا بِكِتَابِ اللَّهِ عَنْ ذِكْرِهِ فِي السُّنَّةِ، وَإِنَّمَا ذَكَرُوا الرَّجْمَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ذِكْرٌ ؛ لِيَنْتَشِرَ ذِكْرُهْ فِي النَّاسِ وَيَشِيعَ فِي الْعَامَّةِ ؛ فَيَعْلَمُوا أَنَّهُ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلا يُمْكِنُهُمْ إِنكَارُهُ عَلَى أَنَّهُ قَدْ أنْكَرَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ . انتهى .

ـ صحيح ابن حبان : ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُضَادُّ لِلأَخبارِ التي تَقَدَّمَ ذِكْرَنَا لَهَا (4535)- [4443] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرِ بْنِ مُعَاذٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَخِي بَنِي رَقَاشٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَرْبٌ لِذَلِكَ، وَتَرَبَّدَ لَهُ وَجْهُهُ، فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ، الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ رَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ ".  قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا الْخَبَرُ دَالٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الْحُكْمَ كَانَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلا عَلَى لِسَانِ صَفِيَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوَّلِ مَا أَنْزَلَ حُكْمَ الزَّانِيَيْنِ، فَلَمَّا رُفِعَ إِِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي الزِّنَى وَأَقَرَّ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ بِهَا، أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِهِمْ وَلَمْ يَجْلِدْهُمْ، فَذَلِكَ مَا وَصَفْتُ عَلَى أَنَّ هَذَا آخِرُ الأَمْرَيْنِ مِنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ نَسْخُ الأَمْرِ بِالْجَلْدِ لِلثَّيِّبَيْنِ، وَالاقْتِصَارُ عَلَى رَجْمِهِمَا .

أي أنهم زعموا أن أثر "خذوا عني" الناسخ صار منسوخاً بأثر أنكتها ( أثر ماعز ) وأثر الغامدية وأثر الجهنية وأثر العسيف والآية المكذوبة الشيخ والشيخة .

وأن كل تلك الآثار قد جاءت متأخرة عن أثر "خذوا عني " , أي أنها مبنية عليه , ولولاه لصارت تلك الآثار موضوعة عندهم لمخالفتها الصريحة لكتاب الله تعالى .

أي أن أثر "خذوا عني" هو حلقة الوصل عندهم بين الآية رقم 15 وآثار الرجم , فهو القاعدة والأصل الذي تستند وتقوم عليه آثار الرجم .

وإذا كانت القاعدة أو الأصل باطلاً فإن البناء أو الفرع باطل , لأن ما بني علي باطل فهو باطل , لذا فكل تلك الآثار المبنية على الأثر المكذوب "خذوا عني" باطلة بدون تحقيق , ومن حقق سيتبين له بطلانها , ولقد حققتهم في هذه الرسالة وبينت بطلانهم .

والسؤال للفرق الضالة التي تزعم نسخ آيتي سورة النور , هل توفرت شروط النسخ ؟

 من جهل وزعم النسخ فليعلم أنه لا بد أن تتوفر عدة شروط في الناسخ , وهي :

 1 ـ أن يكون الناسخ آية من القرآن : 

قال تعالى : " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [البقرة : 106]

الشاهد قوله تعالى : "  نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا " .

ورغم أن سياق الآية يدل إما على نسخ آيات القرآن لبعض الآيات في  الكتب السابقة , أي أن القرآن هو الناسخ , أو نسخ المعجزات لبعضها أو نسيانها , إلا أن المغفلين والمحرفين قد استدلوا بهذه الآية على أن القرآن هو المنسوخ , ثم أتوا بآثار المدلسين والوضاعين وزعموا أنها هي الناسخة .

والسؤال : هل الآثار تنسخ القرآن ؟

إن من المسلم به أن الأثر دون الآية , قال تعالى : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [الزمر : 23]

أي أن الآية خير وأفضل وأحسن من أي أثر , فإذا زعم أحد أن الله تعالى قد لغى ( نسخ ) آية ثم جاء بما هو دونها فقد خالف قوله تعالى : " نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا " .

وقال تعالى : " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس : 15]

فالله تعالى هو الذي يبدل وليس النبي , بل إن عمل الأنبياء هو اتباع الوحي وليس إلغاؤه , أما إلغاؤه ومحاولة تحريفه فمن عمل شياطين الإنس والجن .

قال تعالى : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [فصلت : 26]

قال تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [الحج : 52]

والخلاصة : إذا كان هناك نسخ فلا بد أن يكون الناسخ آية وليس أثراً , لذا فأثر "خذوا عني" لا يصلح أن ينسخ القرآن .

كما أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر , فمن آمن بآية الرجم وهي الآية اليهودية المكذوبة "الشيخ والشيخة" فقد كفر .

فضلاً عن أن الفرق الضالة تعلم أنها ليست الناسخة للآيتين فهي مخالفة لهما مثل بقية آثار الرجم , لذا زعموا أن الناسخ هو الأثر المكذوب "خذوا عني" , أما بقية الآثار فهي مبنية عليه ولقد أتت بعده .

والسؤال : أين الآية التي نسخت آيتي سورة النساء ؟

2 ـ أن يكون الناسخ متواتراً :

إن من تساهل وخالف القرآن وقال بجواز نسخ الأثر للقرآن قد اشترط في الأثر أن يكون متواتراً , لأن القرآن متواتر , والضعيف لا ينسخ القوي .

والسؤال : هل أثر "خذوا عني خذوا عني" متواتر ؟

إنه آحاد , ولقد تفرد به المدلس والمجهول .

والسؤال : كيف ينسخ الآحاد المتواتر ؟

3 ـ أن يكون الناسخ صحيحاً :

إن من شروط الناسخ عند الفرق الضالة التي تساهلت وخالفت القرآن وزعمت نسخ الآثار للقرآن أن يكون الأثر صحيح السند والمتن .

والسؤال : هل أثر "خذوا عني خذوا عني" صحيح السند ؟

إنه من رواية المدلسين والمجاهيل , ولقد تفردوا به .

هل أثر "خذوا عني خذوا عني" صحيح المتن ؟

أليس متنه منكراً ؟

أليس فيه اجتماع حدين ؟

أليس متنه مخالفاً للقرآن ؟

4 ـ أن يكون الناسخ أخف وأيسر من المنسوخ :

قال تعالى : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [البقرة : 286]

وقال تعالى : " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) " ( النساء ) .

ولقد أتى التخفيف بعد ذكر الحد , وقد يشير هذا إلى أن الحد كان أغلظ في الشرائع السابقة .

وقال تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف : 157]

والسؤال هل الرجم أيسر أم الإيذاء والحبس ؟

كيف تنسخون الأخف بالأغلظ ؟


5 ـ أن يكون الناسخ متأخراً عن المنسوخ :

والسؤال : هل أثر "خذوا عني خذوا عني" متأخر أم متقدم عن آيات الجلد والإيذاء والحبس ؟

إن دعاة النسخ يزعمون أن أثر "خذوا عني خذوا عني" هو الناسخ للآية رقم 15 من سورة النساء , ثم يقولون أن هذا الأثر فيه اجتماع حدين , وأنه نسخ بعد ذلك بأثر أنكتها وأثر الغامدية وأثر الجهنية واثر العسيف والجملة المكذوبة "الشيخ والشيخة" .

والسؤال : هل الجملة المكذوبة "الشيخ والشيخة" متأخرة أم متقدمة على سورة النساء وسورة النور ؟

إن الفرق الضالة تزعم أن الجملة المكذوبة "الشيخ والشيخة" كانت في سورة الأحزاب كما في أثر مكذوب عند أحمد بن حنبل وابن حبان والنسائي وغيرهم , انظر فصل "كفر من قال أن الشيخ والشيخة آية وأنها كانت في سورة الأحزاب" .

ومن المعلوم عندهم أن سورة الأحزاب متقدمة على سورة النساء .

فترتيب سورة الأحزاب عندهم حسب النزول 90 وقيل 89 .

وترتيب سورة النساء عندهم حسب النزول 92 وقيل 91 .

وترتيب سورة الطلاق عندهم حسب النزول 99 وقيل 98 .

وترتيب سورة النور عندهم حسب النزول 102 .

والسؤال : كيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟

إن الجملة المكذوبة "الشيخ والشيخة" الناسخة عندكم متقدمة على سورة النساء ومن ثم فإن منسوخها وهو أثر  "خذوا عني خذوا عني" متقدم أيضاً على سورة النساء من باب أولى .

والسؤال : كيف تنسخون سورة النساء وهي متأخرة عن الناسخ المزعوم وناسخه المزعوم ؟

وكيف تزعمون أن سورة الطلاق وسورة النساء تشيران إلى مجيء ناسخ بعد ذلك , بالرغم من أن الجملة المزعومة "الشيخ والشيخة" كانت قبل نزولهما ؟

وكيف تزعمون أن أثر "خذوا عني" الناسخ المزعوم للآية رقم 15 من سورة النساء متقدم على بقية آثار الرجم بما فيها "الشيخ والشيخة" رغم أن أثر "الشيخ والشيخة" متقدم عندكم على سورة النساء وناسخها المزعوم عندكم ؟

أليست هذه الاختلافات والتناقضات دليلاً على فساد مذهبكم وأنه من وساوس شياطين الإنس والجن ؟

قال الله : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]

وما الذي نسخ الآية رقم 16 ؟

لقد قال الحسن البصري المدلس : ( أول ما نزل من حد الزنا الأذى، ثم الحبس، ثم الجلد أو الرجم، فكان ترتيب النزول على خلاف ترتيب التلاوة ) . ( تفسير النسفي ) .

أي أن الحسن البصري الذي روى الأثر المكذوب "خذوا عني" يرى أن الآية رقم 15 هي التي نسخت الآية رقم 16 , ثم نسخ أثره المكذوب الآية رقم 15 .

وهذا كلام لا يقبله عاقل .

والأشد من ذلك أنهم وجدوا أن الأثر السابق فيه اجتماع حدين فزعموا نسخه بأثر أنكتها (ماعز) وأثر الغامدية وأثر الجهنية وأثر العسيف وأثر "الشيخ والشيخة" وأثر "لا يحل دم امرئ مسلم".

والسؤال : هل هذا الكلام يقبله عاقل ؟

هل هذا دين أم تجربة ؟

وهل يعقل نسخ ثم نسخ النسخ ثم نسخ نسخ النسخ ؟

إن  دعوى الإلغاء ـ النسخ ـ باطلة , ولو صحت لقلنا أن الرجم هو المنسوخ , لأنه هو المتقدم .

والسؤال : هل يستطيع دعاة الإلغاء ـ النسخ ـ أن ينظروا إلى التاريخ ثم يقولون بأن أثر "خذوا عني خذوا عني" منسوخ بالآيات التي نزلت بعده ؟

ولا عبرة بقول أحدهم إن أبا هريرة قد تأخر إسلامه وقد روى عدة روايات أخرى في الرجم , ومن ثم فالآثار التي رواها أبو هريرة متأخرة ,  فهذا الكلام خطأ ولن يفيد دعاة الرجم , لأن هذا المجهول المدعو بأبي هريرة يدلس ويرسل وهو متهم أصلاً , وتلك الآثار باطلة السند منكرة المتن مختلفة فيما بينها , وذلك فضلاً عن أنها لا تصلح أن تكون ناسخة , بل هي مخالفة للقرآن وليست ناسخة له , لذا لا يجرؤ أحد على القول بأن آثار الرجم الأخرى ناسخة للآيتين , بل يزعمون أن أثر "خذوا عني " هو الناسخ , فالآثار الأخرى مخالفة للآيتين وهي مبنية على أثر "خذوا عني" ,  أي أن الأثر الوحيد الناسخ هو أثر "خذوا عني" وقد تبين بطلان سنده ومتنه وتأخره فضلاً عن أن الأثر لا ينسخ القرآن .

تنبيه : بدون أثر" خذوا عني" تصبح آثار الرجم مخالفة للقرآن أي منكرة المتن , لذا نجد دعاة الرجم يتمسكون بأثر "خذوا عني" ويصححونه رغم بطلانه .

والسؤال : هل هو قرآن ؟ هل هو متلو ؟ هل هو متواتر ؟ هل هو صحيح ؟ هل هو متأخر ؟ ما رأيكم في الخبر الآحاد فيما تعم به البلوى ؟ ما رأيكم في التفرد خاصة تفرد المدلس والمجهول ؟

لماذا تتمكسون بهذا الأثر المكذوب ؟ هل صار الرجم ديناً ؟ أتبذون كتاب الله وراء ظهوركم وتقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة ؟

هل يستطيع المقلدون أن يتبينوا قبل تقليدهم ثم يقولوا بأن أثر "خذوا عني خذوا عني" موضوع ؟

تنبيه : إلغاء الجلد والإيذاء والحبس أو تبديلهم لا بد أن يكون بالقرآن أيضاً وليس بأثر , فضلاً عن كون الأثر باطلاً .

6 ـ الحكمة :

أ ـ الحكمة من النسخ :

هل من حكمة في رجم المحصنين دون غير المحصنين ؟

إذا كانت هناك حكمة فلماذا لم تشرع أولاً ؟

هل من حكمة في نسخ آيات الجلد والإيذاء والحبس ؟

لا توجد .

إن دعاة الرجم يزعمون أن رجم الزناة المحصنين كان في التوراة , ثم جاء القرآن بالحبس والإيذاء , وهذا نسخ لما في التوراة , فديننا أخف وأيسر , ثم نسخ الحبس والإيذاء المذكوران في القرآن وتم الرجوع إلى ما كان في التوراة , فقد فسرت الفرق الضالة قوله تعالى " أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " بالعودة إلى ما كان عند اليهود , والسؤال : هل هذا دين حكيم ؟ هل هذا الفعل يصدر من حكيم ؟ إن هذه تجارب تصدر ممن لا يعلم الغيب أو لا يعلم ما يصلح الناس ؟ ألا تنزهون الله تعالى عن تلك النواقص ؟ إذا كان الرجم حقاً فلماذا نسخه الله ثم نسخ ناسخه وأعاده ؟ ما هذا التخبط والاضطراب الذي تنسبونه لربكم عز وجل ؟

هل من حكمة في هذا التخبط والاضطراب عندكم ؟


ب ـ الحكمة في النسخ :

فناسخ القرآن لا بد أن يكون قرآناً , وناسخ المتلو لا بد أن يكون متلواً , وناسخ المتواتر لا بد أن يكون متواتراً , وناسخ الصحيح لا بد أن يكون صحيحاً , ولا بد أن يكون الناسخ أحكم وأفضل من المنسوخ , قال تعالى : " نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا " خير منها أو مثلها سنداً ومتناً .

كما لا يجوز أن يتكرر النسخ فليس من الحكمة النسخ ثم نسخ النسخ , فهذا يدل على الجهل والحمق والتجربة من أجل الوصول لشيء قد خفي عن المجرِّب .

والسؤال :

هل من الحكمة النسخ ثم نسخ النسخ ثم نسخ نسخ النسخ ؟

إن من الأثريين من يقول أن شرعنا قد نسخ الرجم الذي كان عند اليهود فلقد جاء شرعنا بالإيذاء , ثم نسخت الآية رقم 15 التي تفيد الحبس الآية رقم 16 التي تفيد الإيذاء , ثم نسخت سورة النور حكم غير المحصنين في الآية رقم 15 , بينما نسخ أثر "الشيخ والشيخة" حكم المحصنين في الآية رقم 15 .

أي نسخ الآية رقم 16 لشرع من قبلنا , ثم نسخ الآية رقم 15 للآية رقم 16 , ثم نسخ سورة النور وأثر "الشيخ والشيخة" للآية رقم 15 .

هل هذا دين حكيم من أحكم الحاكمين أم تجارب ممن لا يعلم ما يصلح الناس ؟

لماذا تتهمون ربكم وتفترون عليه ؟

هل من الحكمة نسخ القرآن بأثر ؟

هل من الحكمة أن ينسخ المتلو ويعمل بغير المتلو ؟

هل من الحكمة إعمال ما ليس في القرآن وإهمال ما في القرآن ؟

هل من الحكمة إعمال "الشيخ والشيخة" وإهمال الآيات التالية ؟

قال الله : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) " ( النساء ) .

هل من الحكمة أن ننسخ "واللاتي يأتين الفاحشة" بأثر "خذوا عني" ؟

هل من الحكمة أن نعطل كتاب الله ؟

هل من الحكمة أن تنسخ آيات سورة النساء حكماً , بينما يتم العمل بآثار غير متلوة وآية مكذوبة غير متلوة ؟

هل من الحكمة نسخ المتواتر بأثر آحاد ؟

هل من الحكمة نسخ الصحيح باثر باطل ؟

ماذا لو كتب ولي الأمر كتاباً يشمل قوانين البلد , ثم أراد نسخ عدة قوانين لجهله بالغيب وما يصلح الناس أو لتغير الحال ؟

إذا كان عاقلاً سيحذف القوانين القديمة الخاطئة من الكتاب وسيكتب مكانها القوانين الجديدة .

والسؤال : ماذا لو لم يفعل ذلك , بل ونشر كتابه بالملايين بين الناس وأمر بقراءته وتدبره والعمل به , حتى صار كتابه متواتراً أشد تواتر , ثم جاء على فرد وقال له بلغ الناس أنه يوجد خطأ في قانون كذا وقانون كذا والصواب كذا وكذا ؟

هل هذا الأمير حكيم ؟ هل هذا الأمير عاقل ؟ هل هذا الأمير ميسِّر على الناس رؤوف بهم ؟

لماذا لا تنزهون الله تعالى عن هذا النقص ؟

الخلاصة  :

 إن افتراض الرجم مبني على نسخ أثر "خذوا عني خذوا عني" لكتاب الله تعالى , وهو أثر باطل السند منكر المتن , فهو أثر مخالف لكتاب الله تعالى , كما أن آثار الرجم الأخرى هي آثار باطلة السند منكرة المتن مخالفة للقرآن أيضاً , فضلاً عن أنها مبنية على أثر "خذوا عني خذوا عني" الباطل , وما بني على باطل فهو باطل , كما أن الآثار لا تنسخ القرآن , فضلاً عن أن الفرق الضالة تزعم أن أثر "الشيخ والشيخة" الباطل هو ناسخ لأثر "خذوا عني خذوا عني" وأثر "الشيخ والشيخة" متقدم عن سورة النساء وسورة الطلاق , والسؤال : كيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟ وكيف ينسخ الآحاد المتواتر ؟ وكيف ينسخ الباطل الصحيح ؟ وكيف ينسخ الأغلظ الأخف ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق